........وبعد عودتي من رحلتي إلى الشام اقترح عليّ أحد الإخوة أن نذهب إلى الشيخ محمد باي بلعالم فلم أتردد في ذالك،وما هي إلا أيام قليلة حتى جهزت نفسي وانطلقت أنا وصاحبي إلى الشيخ
-رحمه الله تعالى- وذالك غرة جمادى الثانية سنة 1428من
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فالتقينا
بالشيخ في اليوم الذي وصلنا فيه فرحّب بنا الشيخ وأثنى علينا فسألناه أن يدرّسنا فقه الإمام مالك
- رحمه الله
تعالى- فقبل الشيخ واقترح علينا كتاب "الجواهر الكنزية لنظم ماجمع في
العزية" .......
والذي أريد أن أقوله لأخواني أني قد رأيت وسمعت كثيرا
من أهل العلم فى الحجاز، والشام وغيرها فما رأيت عيني ولا سمعت أذني أحدا أحرص من
الشيخ على توحيد الألوهية وكنت أصلي الفجر خلف الشيخ فلا أذكر أنه ترك يوما تذكير
المصلين بوجوب إخلاص العبادة: من دعاء، ونسك،واستغاثة لله جل وعلا، لا أذكر أنه نسي
ذالك يوما وكان يختم دعاءه بقوله: اللهم إنا نسألك أن نخلص لك العبادة ،أن نخلص لك
الدعاء ،أن نخلص لك النسك أن نخلص لك الاستعانة ،أن نخلص لك الاستغاثة وحدك لا شريك
لك،اللهم إنا نعوذ من الشرك .......
وقد لقي الشيخ لقاء ذالك أذى كثيرا من الصوفيين حتى حدثني بعضهم أن القبوريين أحرقوا بيت الشيخ وحائطه كل ذالك والشيخ صادع بالحق صابر محتسب
والشيخ كان في توحيد الأسماء
والصفات أشعريا لكنه كان لا يدرّس باب
العقيدة وحتى عندما درّسني وصاحبي كتاب "الجواهر
الكنزية لنظم
ماجمع في العزية" وكان الكتاب يبدأ بباب العقائد تجاوز الشيخ هذا الباب ولم يدرّسنا إياه وما سمعته يوما يدافع عن الأشعرية أويدعوا إليها ولو طال الزمن بالشيخ لسمعنا منه غيرالذي نعلم عنه - والله أعلم-
وكان الشيخ يحب أهل العلم خاصة
الشيخين: ابن باز، وابن عثيمين وكان يكن للإما م الألباني محبة خاصة ويثني عليه
وعلى علمه ولم أسمعه يوما يذكرهم ،ولا غيرهم من أهل العلم بسوء أبدا
فجزى الله الشيخَ خير الجزاء
وغفر لنا وله ولوالدينا ولأئمة المسلمين وعامّتهم آمين آمين آمين.
chaabanelhilali@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق