الاثنين، 12 يناير 2015

تحذير الأنام من وسائل التواصل والإعلام





              "تحذير الأنام  من وسائل التواصل والإعلام"
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أبي بكر، وعمر ،وعثمان، وعلي ،والباقين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فإن التحذير من الفساد،وأهله وأسبابه آية ربّانية وسنّة نبوية
 قال جل وعلا:﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ
 وعَنْ أَبِي ذَرّ رضي الله عنه ، قَالَ: تَرَكْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ، إِلَّا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا، قَالَ: فَقَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ» أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1647) وصححه الألباني
  وعَنِ الْمُطَّلِبِ بن عبد الله، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا قد أمرتكم به، وما تركت شيئا مما نهاكم عنه إلا قد نهيتكم عنه ". أخرجه البيهقي وغيره . قال الألباني: مرسل حسن
والمسلم مأمور باتباع هذا السبيل  بالبصيرة والدليل
 قال سبحانه:﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ  
   ألا وإن مما ينبغي عليك أيها المسلم أن تحذر منه في هذا الزمن أشد الحذر وسائل التواصل والإعلام بجميع أنواعها مرئية كانت، أم مسموعة، أم مقروءة؛ ذلك أنها سبيل المجرمين لهدم الدين، وتشويهه، والفتك بالمسلمين، والتحريش بينهم
   .... مكث الاستعمار الفرنسي بالجزائر مائة وثلاثين سنة مارس فيها جميع الحيل واستعمل  فيها جميع الوسائل حتى يغرّب الشعب الجزائري ويفصله عن عقيدته وهويته  ومع عظمة الكيد وضخامة الوسائل فشل في تحقيق مراده ولم يحقق مما أراد شيئا يذكر فاستمر تحفيظ القرآن، وتعليم العربية وتمسكت المرأة الجزائرية بعفتها وحشمتها وأصرت على لبس الحايك والملاية وجعلت النقاب( العجار) رمزا لتلك العفة ودليلا على ذلك التمسك ، وعنوانا للشرف والأصالة ،واعتصم الرجل بقيم الرجولة ومبادىء العزة وخصال الشرف، واستمر ذلك  إلى أن جاء التلفزيون ومن معه والأنترنات بالخاطئة  
فروجوا لثلاثية اليهود:(التحرّر،والمساواة،والإخاء)  فراجت وانتشرت في المجتمع ، وتقبلها العقل العربي الساذج( النيّة) الذي مازال يحمل رواسب الدروشة وثقافة المُريد وما تقبلها إلا بعد أن أشربها مثقفوه ومقدموه وبعض مشايخه وإن شئت قلت (طُلْبَتِه) وهو أصحّ  حتى صاروا من دعاتها وعرّابيها، وبدأ مسلسل الانسلاخ من الهوية فطالبت المرأة تحت مبدإ التحرر بالتخلص من قيد الحايك  والعجار ولبست الصاعد من تحت والنازل من فوق ، وتحت دعوى المساواة طالبت بالسيادة  وبمدإ الإخاء اختلطت بالرجال وقالت: هل بين الأخ وأخته تهمة أو ريبة ؟ وسالت الشوارع والساحات بالجماهير كأنها الطوفان تحطم كل شيىء بأمر دعاتها عرَّابيها تصرخ: حرية مساواة عدالة اجتماعية وضاع  المجتمع العربي المسلم أو كاد،كل هذا فعله الإعلام في أقل من عقد من الزمن.  
والمصيبة أن أكثر المسلمين وبعد كل هذا الزمن مازالوا يعتقدون أن ما حدث من انسلاخ ،وضياع ،وتدمير حدث صدفة ،أو نتيجة تطور المجتمعات العربية!!  ولا عجب فأكثرهم مازال يِؤمن ب(الزّهر) و الصدفة،وأن الحياة يحكمها شيخه الذي مات قبل قرون ولا يعلم هو ولا غيره ما كان ولا إلى أين صار.
بينما الحقيقة غير ذلك،الحقيقة أن كل ذلك كان يتخطيط من اليهود والملحلدين

ساعدهم في ذلك منسلخون من المسلمين،حيث جاء في بروتوكولات صهيون: "ولقد خدعنا الجيل الناشيء من الجوييم (الأميين) وجعلناه فاسداً متعفناً، بما علمناه من مبادئ ونظريات معروف لنا زيفها التام، وكنا نحن أنفسنا الملقنين لها ..."
" لقد كنا قديماً أول من هتف بكلمات: (الحرية والمساواة والإخاء) وما انفكت هذه الكلمات ترددها ببغاوات جاهلة، يتجمهرون من كل حدب وصوب حول هذه الشعارات المغرية،ولم يعرف الذين يدّعون الذكاء وسعة
الإدراك من الجوييم (الأميين) المعاني الرمزية التي تهدف إليها هذه الكلمات، ولم يتبينوا عواقبها، ولم يلاحظوا ما فيها من تناقض في المعنى.. انتهى بتصرف من البروتوكولات 
وما كان هؤلاء المجرمومون لينجحوا في تحقيق أهدافهم لولا وسائل التواصل والإعلام التي عملوا على السيطرة عليها وتوجيهها بما يحقق غاياتهم وأهدافهم
حيث جاء في البروتوكول الثاني عشرمن بروتوكولات صهيون:ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟ إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس، وأحياناً بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا. وما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة، ومعظم الناس لا يدركون أغراضها الدقيقة أقل إدراك....   فالأخبار تتسلمها وكالات  Agincies  قليلة تتركز فيها الأخبار من كل انحاء العالم. وحينما نصل إلى السلطة ستنضم هذه الوكالات جميعاً إلينا، ولن تنشر إلا ما نختار نحن التصريح به من الأخبار....
والقنوات التي يجد فيها التفكير الانساني ترجماناً له ـ ستكون بهذه الوسائل خالصة في أيدي حكومتنا التي ستتخذها هي نفسها وسيلة تربوية ..... وان الكتب القصيرة سنعتبرها نشرات  Pamphlets،  لكي نقلل نشر الدوريات التي تكون أعظم سموم النشر فتكاً.
الأدب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميتين خطيرتين. ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات.
وبهذه الوسيلة سنعطل  Neutralise  التأثير السيء لكل صحيفة مستقلة، ونظفر بسلطان كبير جداً على العقل الإنساني. وإذا كنا نرخص بنشر عشر صحف مستقلة فسنشرع حتى يكون لنا ثلاثون، وهكذا دوالي.
ويجب ألا يرتاب الشعب أقل ريبة في هذه الإجراءات. ولذلك فإن الصحف الدورية التي ننشرها ستظهر كأنها معارضة لنظراتنا وآرائنا، فتوحي بذلك الثقة إلى القراء، وتعرض منظراً جذاباً لأعدائنا الذين لا يرتابون فينا، وسيقعون لذلك في شركنا ، وسيكونون مجردين من القوة. انتهى بتصرف من البروتوكولات 
                                             
ومهما اختلفنا حول نجاح هؤلاء المجرمين من اليهود والنصارى والمنسلخين من المسلمين في فصل المسلمين عن عقيدتهم وهويتهم من عدمه فإننا جميعا لابد أن نعترف أنهم حققوا نجاحا كبيرا في التحريش بين المسلمين وإثارة النعرات القومية، والمذهبية ،والحزبية ،والقبلية بينهم والدليل على نجاحهم دماء مئات الآلاف  من المسلمين الذين لا يعلم القاتل منهم لما قَتل ولا المقتول فيهم لما قُتل. 
 ونحن عندما نتكلم عن الإعلام الفاسد لا نتكلم عن شيء لا نعلمه بل نتكلم عن قنوات، وصحف ،ومجلات معروف فسادها وإفسادها بل صارت تنافس الشيطان في ذلك حتى قال أحدهم: كانت العرب تقول تشيطن فلان إذا بلغ المنتهى في الفساد.
أما اليوم؛فالصحيح أن نقول تجزْيَر أو تَعيْرب نسبة لقناة الجزيرة والعربية وهما قناتان بلغتا المنتهى في الضلال والإضلال بل إنهما أعظم فتنة للمسلمين في هذا الزمن وقد حذر كثير من أهل العلم منهما ومن قناة الجزيرة خاصة   

قال الشيخ الفوزان ـ حفظه الله ـ : (( قناة الجزيرة فيها شرٌ كثير، فيها شرٌ كثير، وفيها تحريف، وفيها يؤتى بأُناس يتخبطون في أمور من الدين ومسائل الفقه، ويحرمون ما أحل الله، أو يحلون ما حرم الله في فتاواهم، وهذا خطر شديد الاستماع والنظر فيها، قناة الجزيرة شرها مستطير الآن، وكلٌ ينسب إليها الشر، ولا يمدحها أحد، ))

وقال ـ مفتي المملكة العربية السعودية ـ الشيخ عبد العزيز آل شيخ ـ حفظه الله-  : ((هذه القناة يُشك الحقيقة في اتجاهها، ويجد الإنسان نفسه يَشك في اتجاهها، وما تحمله من أفكار تدعو إليها من طعن في الأمة للتشكيك في ثوابتها، وأيضاً جنايتها على هذه المملكة السعودية، الجناية التي تدعوا لها، ومحاولتها إيجاد البلبلة والكلام الملفق والأكاذيب.))

وقال الشيخ السحيمي ـ حفظه الله ـ :  (( عندما تتبجح قناة الخسيرة وأمثالها، القناة اليهودية المشبوهة التي في إحدى الدول المجاورة، والتي يَطرب لها كثير من الجهلة والسفهاء وهي تدس السُم في الدسم!، مديرها ...دعازر اليهودي، والقائمون عليها دروز، ونصيرية، ... ويا أخي عدوك عدو دينك ...، بل إنّ شخصاً مشهوراً من أدعياء العلم يتشدق في هذه القناة .))


وقد حذر منها الشيح فركوس الجزائري وكثير من أهل العلم وليس هذا خاصا بهاتين القناتين بل يشمل كل قناة لا تجعل الكتاب السنة دليلها وسبيلها فيما تنشر وبعض الشر أهون من بعض.
فعلى كل من يخاف الله ويرجوا اليوم الآخر أن يحذر من هذه الوسائل حذره من الشيطان، وأن لا يجعل لها عليه سبيلا، ولأن هذا زمن لابد فيه للمسلم من استعمال هذه الوسائل حتى ينشر الخير ويعرفه، فلابد أن يكون استعماله لهذه الوسائل فقط للضرورة، والضرورة تقدر بقدرها.

وما كتبته ليس أقصى ما يمكنك أن تعلمه وإنما هو البداية بل أول البداية

 
                                                               
  بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا  وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
 وَتَوَاصَوْا بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) 


وقد اطلع الشيخ مداني بن ناجي - حفظه الله - على المقال وقرأته عليه فقال على السليقة :

 إنمــــــا الإعلام وجه للصحافهْ         آلة للخير أو شر وآفهْ
       فاق في الكون اختراعا لسلاح        عدّه الدّهماء علما وثقافهْ  
         بُني العلم بأخــــــــــــلاق تقيه        عتمة الجهل وأورام الخرافه
       إن للعلم بحورا طافحــــــــات          بأصول وفروع بل نظافهْ  
        ينفث الإعلام في الناس سموما      وتغطّيه مهارات الصــحافهْ
  

                             

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

عَلينَا أن نَعمَل بقوله تَعالَى :
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.»
[الحجرات : 6]
فكَيفَ إذا كَان الذِي جَاء بالخَبر كَافراً !؟
بَل كَيفَ إذَا كَانَ هؤُلاء الكَفَرةُ يُكذِّبُ بعضُهُم بعضاً!؟