الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وأصحابه أبي بكر، وعمر ،وعثمان، وعلي ،والباقين وعلى التابعين ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فإن
التشبه بالكفار والدُّونِ دليل على خسَّة المعدن وضعف الهمة وليس ذالك من صفات الرجال فضلا
على أن يكون من صفات المؤمنين
( )
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»
أخرجه أبو داود( 4031 ) وغيره وهو آخر جزء من حديث نصه: ُ«بعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى
يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ
رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ
تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ »خرجه
أحمد (5115)وصححه الألباني في الإرواء.
ولعظيم ما في هذا الحديث من الفوائد وما يبنى
عليه من الأصول ألف عليه الحافظ ابن رجب الحنبلي جزءا سماه: " الحكم
الجدير بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة"
وألف عليه غيرٌه غيرَه من آخرهم وليس آخرهم شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله
تعالى-فألف عليه وعلى ما في معناه كتابا سماه "اقتضاء الصراط المستقيم
مخالفة أصحاب الجحيم"
وموضوع الكلام من هذا الحديث قوله صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»
ومناسبة هذا الجزء من الحديث لنواقض الرجولة هو: "أنه من تشبه بشيء حتى
عرف ذالك الشبه فيه نسب إليه ووصف به."
قال
عمر ابن الخطاب: من أكثر من شيء عرف به.
والعرب
تقول: فلان أسد إذا أشبه الأسد في الشجاعة والبطش، وتقول: فلان كلب إذا أشبه الكلب
في الوفاء أو في استواء النقيضين وفي التنزيل:﴿كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾.
وتقول: فلان حمار والعامة تقول داب إذا أشبه الحمار أو
الداب في البلادة وفي التنزيل:
﴿كَمَثَلِ
الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾. وتقول فلا نسائي والعامة تقول نسواني وما أكثر النسوانين في هذا الزمن
والنسائي أو النسواني هو الذي يحب مجالسة النساء وحديثهم.
وفي الشرع تقول: فلان كافر تقول ذالك لمسلم إذا تشبه
بالكفار فيما خرجوا به عن أصل الإسلام وفي الحديث:"مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ
اللهِ فَقَدْ كَفَرَ وَأَشْرَكَ" و" مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ،
فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ "و " الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ
تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ "
والقاعدة هنا معاشر الرجال "أن للرجولة شكل ومعنى فمن استكمل واستوفى شكلها
ومعناها فهو الرجل ومن نقص من ذالك شيئا نقصت رجولته أو زالت بقدر ما أنقص من
شكلها ومعناها"
فليبك
أولئك الذين شدو ويشدون الرحال إلى مواطن الفسق ليحتفلوا مع الكفار برأس سنة
الميلاد وليعلموا أنهم قد شوهوا دينهم ودنسوا رجولتهم وليعلموا أنهم في اللحظة
التي كانوا يحتفلون فيها بالعيد الرديد ارتفع عنهم الايمان وغادرتهم الرجولة قال
صلى الله عليه وسلم: "
لَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ
مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَحِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ،
وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ "
وليعلم
المحتفلون بالعيد مع الرعاع والسقديد أنهم قد أشبهوا الكلاب فهم كلاب لأنهم
انسلخوا مما أوتوا واتبعوا أهواءهم قال سبحانه: ﴿وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ
الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
وليعلموا أنهم قد أشبهوا النساء فهم نساء
لأنهم كفرو بإحسان الله جلا وعلا وفي الحديث:«أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ»
قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: " يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ
الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ
شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ "متفق عليه
فماذا بقي من رجولتك أيها المحتفل
بالعيد مع الرعاع والسقديد ماذا بقي من رجولتك وقد وصفت بالكلب فأنت كلب وشبهت
بالخنثى فأنت خنثى لا رجلا بقيت ولا صرت أنثى،ماذا بقي من رجولتك بعد هذا حتى يقال
عنك رجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق