نواقضُ الرُّجولة: البخل
عن أَبي هُرَيْرَةَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُول: ُ «شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ
وَجُبْنٌ خَالِعٌ» رواه أبوداود وغيره وصححه
الألباني
والمعنى: أن شر وصف قد
يتصف به الرجل ويلصق به من جملة صفات الشر
التي قد تكون فيه: الشّح والجبن، ولذلك عُدّ البخل والشح
ناقضا من نواقض الرّجولة فلا يكون البخيل أبدا رجلا ولا سيدا
عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي لله عنه ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، إِلا أَنَّا نُبَخِّلُهُ،
قَالَ: «
إِنَّ السَّيِّدَ لا يَكُونُ بَخِيلا، بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ
عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ " وفي رواية قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ
سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» . وَكَانَ عَمْرٌو عَلَى أَصْنَامِهِمْ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يُولِمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا تَزَوَّجَ. رواه
البخاري في الأدب المفرد وغيره وصححه الألباني.
والحديث نص
على أن البخيل لا يكون سيّدا، وقد تقدم أنّ السيّادة أعلى منازل الرّجولة.
وأَنْشَدَ حسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مِنَ الطَّوِيلِ:
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ والحق لازم ...
لمن كان منا من تسمون سيدا
فقلنا له جد بْن قيس على الذي ...
نبخله فينا وقد نال سؤددا
فقال وأي الداء أدوى من الذي ...
رميتم به جدا وأغلى بها يدا
فسود بشر بْن البراء بجوده ...
وحق لبشر بْن البرا أن يسودا
فليس بخاط خطوة لدنية ... ولا باسط يوما إلى
غيره يدا
إذا جاءه السؤال أنهب ماله ...
وقال خذوه إنه عائد غدا
فلوكنت ياجد بْن قيس على التي ...
على مثلها بشر لكنت المسودا
والبخل أكثر شيء كان يستعيذ منه النَّبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وأمر أصحابه أن يستعيذوا منه
عن سَعْدِ
بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ،
كَمَا تُعَلَّمُ الكِتَابَةُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا،
وَعَذَابِ القَبْرِ»
و كان صلىّ الله عليه وسلم يعطي من لا يستحق لئلا يصفه
بالبخل ونصح بذلك أتباع سنته
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ:
يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُ فُلَانًا يَقُولُ خَيْرًا، ذَكَرَ أَنَّكَ
أَعْطَيْتَهُ دِينَارَيْنِ، قَالَ: " لَكِنْ فُلَانٌ لَا يَقُولُ ذَلِكَ،
وَلَا يُثْنِي بِهِ، لَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْمِائَةِ
- أَوْ قَالَ: إِلَى الْمِائَتَيْنِ - وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي
الْمَسْأَلَةَ، فَأُعْطِيهَا إِيَّاهُ، فَيَخْرُجُ بِهَا مُتَأَبِّطُهَا، وَمَا
هِيَ لَهُمْ إِلَّا نَارٌ "، قَالَ
عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلِمَ تُعْطِيهِمْ؟
قَالَ: " إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللهُ
لِي الْبُخْلَ " رواه أحمد
عن أبي هريرة مرفوعا: " ذبوا بأموالكم عن أعراضكم، قالوا: يا رسول الله
كيف نذب بأموالنا عن أعراضنا؟ قال: تعطون الشاعر ومن تخافون من لسانه ". رواه
الخطيب في تاريخه (9 / 107)وغيره وصححه الألباني
قَالَ الأصمعي: سمعت أعرابيا وقد وصف رجلا، فقال: «لقد
صغر فلان في عيني لعظم الدنيا في عينه، وكأنما يرى بالسائل إذا رآه ملك الموت إذا
أتاه»
وقال أبو يوسف، : سمعت أبا حنيفة، يقول: " لا أرى
أن أعدل بخيلا.
فقيل له: وكيف؟ قَالَ: يحمله البخل على التقصي، فيأخذ فوق
حقه مخافة أن يغبن، فمن كان هكذا لا يكون مأمون الأمانة "
وروي عن ِبشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، أنه قال: «الْبَخِيلُ
لا غِيبَةَ لَهُ».
قال الشيخ ابن ناجي:
لقد علمنا للوضوء منقضات أو قد يراها
آخرون مبطلاتْ
إدراكها لا تعتريه شـــــــبهة نواقض
الوضوء تبدو واضحاتْ
من بينها بخــــل ينافي رجلة فاطرح؛فإن
البخل من شر الصفاتْ
فكن جديرا لاتهن رجولة في لحظة
بالبخل تغدوا منقضاتْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق