نواقض الرّجولة: التّنكّر للمعارف
الحمد لله المتصف بصفات الكمال ثم الصلاة والسلام على من كملت فيه صفات الرجال محمد وعلى أصحابه والآل.
أما بعد:
فإن مما يقبح بالرجل فعله أن يتنكر لأحد سبقت له معرفته ووصلت إليه مودته حتى إن ذلك
ينقص من رجولته وحتى ينقضها، لذلك تجد النبي صلى
الله عليه كان أحرص الناس على وصل و تعاهد من سبقت له معرفته
عن عائشة رضي
الله عنها قالت: " جاءت
عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عندي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟
كيف حالكم، كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت،
قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: " إنها كانت
تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان ".أخرجه الحاكم وقال: " حديث صحيح على شرط الشيخين
وصححه الألباني
قال السلمي:ومن
الفتوة (يعني الرجولة) حفظ المودة القديمة. كذلك روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله يحب حفظ الود القديم)) . سمعت أبا بكر
الرازي [يقول] : سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت
أبا محمد المغازلي يقول: من أراد أن تدوم له المودة، فليحظ مودة إخوانه القدماء.
قال أبوعبد
الرحمن:ولا زلت أسمع من شيوخ
القرى قولهم لمن يريد أن يؤذي أحدا أو يرد على
أذيته :عيب ذاك رجل أكل ملحنا و أكلنا ملحه
فيحفظون العشرة وسابق المعرفة.
فقارن رحمك الله بين رجال اليوم ورجال الأمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق