الأحد، 26 أبريل 2015

يانَعَايَا الْعَرَبِ!!



  يانَعَايَا الْعَرَبِ!!(1)
الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه؛أبي بكر،وعمر،وعثمان وعلي،والباقين وعلى التابعين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
يقول الله جل وعلا:  
﴿وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)
قال ابن كثير - رحمه الله- : هَذَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهُ قَدْ حتَمَ وَقَضَى بِمَا قَدْ كَتَبَهُ عِنْدَهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ: أَنَّهُ مَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا سَيُهْلِكُهَا، بِأَنْ يُبِيدَ أَهْلَهَا جَمِيعَهُمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ {عَذَابًا شَدِيدًا} إِمَّا بِقَتْلٍ أَوِ ابْتِلَاءٍ بِمَا يَشَاءُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِمْ وَخَطَايَاهُمْ، كَمَا قَالَ عَنِ الْأُمَمِ الْمَاضِينَ:﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ [هُودٍ: 101] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) [الطلاق: 7، 8] انتهى.
وبعض القرى والأمم قد أخبرنا الله جلّ في علاه كيف أهلكها أو عذّبها، وأكثر سورة ذكر الله فيه مصائر الأمم؛ سورة الأعراف ،وسورة هود عليه السلام.
وقد انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي سلسلة مصورة بعنوان: "هلكة العرب" وكأن صاحب السلسلة  أخذ العنوان من قول النّبي صلى الله عليه وسلم: «يُبَايَعُ لِرَجُلٍ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ.» رواه أحمد وصححه الألباني
إلا أن هذه السلسلة قد تضمنت بعض الأحاديث الضّعيفة كما أنّ صاحبها أهمل ذكر السّبب الحقيقي الذي سيؤدي إلى هلكة العرب مع خلط واضح في ترتيب الأثار والألة.
"والصحيح الذي لا ريب فيه أن سبب هلاك العرب هو نسيانهم ما ذُكِّرُوا به في كتاب ربهم وسنّة نبيهم صلى الله عليه وسلم واستحلالهم الحرام وارتكابهم المعاصي والآثام حتى إذا فشى فيهم ذلك وأُشربته قلوبهم أغرى الله بينهم العدواة والبغضاء وجعل بأسهم بينهم شديد" ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا قال سبحانه:﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
وبداية هلكة العرب - والله أعلم- تكون بتكالبهم على الدّنيا
قال صلى الله عليه وسلم: « والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم»
رواه أحمد وغيره وصححه الألباني
ومما يكون في هذه المرحلة ثقل الطاعات على العرب ومشقتها عليهم حتى إن الواحد منهم ليصوم في سبيل الله فيرى الشيء يشتهيه فلا يملك نفسه حتى يواقعه  فيفطر
عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا نَعَايَا الْعَرَبِ، يَا نَعَايَا الْعَرَبِ - ثَلَاثًا - إِنَّ  أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءَ وَالشَّهْوَةَ الْخَفِيَّةَ» . رواه البيهقي في الزهد وغيره وصححه الألباني وفي حديث  لسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أنه قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: وَمَا الشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ؟ قَالَ: «يُصْبِحُ الرَّجُلُ صَائِمًا، فَتُعْرَضُ لَهُ شَهْوَةٌ مِنْ شَهَوَاتِهِ فَيُوَافِقُهَا، وَيَدَعُ الصَّوْمَ» رواه أحمد     
قَالَ البيهقي: النَّعَايَا جَمْعُ النَّعِيِّ وَهُوَ الرَّجُلُ الْهَالِكُ

فإذا تنافس العرب على الدّنيا ظهر بينهم الحسد والعداوة والبغضاء فيكون ذلك سببا للتقاتل بينهم:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، فَقَالَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ، إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» قَالَ عُقْبَةُ: «فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ» رواه مسلم
وقد أخبر النّبي صلى الله عليه وسلّم العرب بهذا التقاتل الذي سيكون بينهم.
 عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:    « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِي الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَبْيَضَ وَالْأَحْمَرَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَا يُهْلِكُ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيُهْلِكَهُمْ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا، وَلَا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، وَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً، فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِمَّنْ سِوَاهُمْ فَيُهْلِكُوهُمْ بِعَامَّةٍ، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا» رواه أحمد وصححه الألباني
ثم لا يزال العرب يقتل بعضهم بعضا حتى لا يبقى منهم إلا القليل،وذلك هلاكهم، وعليهم يخرج الدجال
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ جَهْدًا شَدِيدًا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الدَّجَّالِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ " رواه أحمد وغيره وصححه الألباني


............................................................................
(1) والعرب هم: أبناء سام بن نوح، قال في اللسان: واخْتَلَفَ الناسُ فِي العَرَبِ لمَ سُمُّوا عَرَباً فَقَالَ بعضُهم: أَوَّلُ مَنْ أَنطق اللَّهُ لسانَه بِلُغَةِ الْعَرَبِ يَعْرُبُ بنْ قَحْطانَ، وَهُوَ أَبو اليَمن كُلِّهِمْ، وهمْ العَرَبُ الْعَارِبَةُ، ونَشأَ إِسْمَاعِيلُ بنُ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، مَعَهُمْ فتَكلَّم بِلِسَانِهِمْ، فَهُوَ وأَولاده: العَرَبُ المُستَعربة، وَقِيلَ: إِن أَولاد إسماعيل نَشَؤُوا بعَرَبَة، وَهِيَ مِنْ تِهامة، فنُسِبُوا إِلى بَلَدِهم. وَرُوِيَ
عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: خمسةُ أَنبياءَ مِنَ العَرب، وَهُمْ: مُحَمَّدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَشُعَيْبٌ، وَصَالِحٌ، وَهُودٌ، صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لسانَ الْعَرَبِ قَدِيمٌ. وَهَؤُلَاءِ الأَنبياء كُلُّهُمْ كَانُوا يَسْكُنُونَ بلادَ العَرَب، فَكَانَ شُعَيْبٌ وقومُه بأَرْضِ مَدْيَنَ، وَكَانَ صَالِحٌ وقومُه بأَرْضِ ثَمُودَ يَنْزِلُونَ بِنَاحِيَةِ الحِجْر، وَكَانَ هُودٌ وقومُه عادٌ يَنْزِلُونَ الأَحْقافَ مِنْ رِمالِ اليَمن، وَكَانُوا أَهل عَمَدٍ، وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالنَّبِيُّ المصطفَى مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللَّه عليهم وَسَلَّمَ، مِنْ سُكَّانِ الحَرم. وكلُّ مَن سَكَنَ بلادَ الْعَرَبِ وجَزيرَتَها، ونَطَقَ بلسانِ أَهلها، فَهُمْ عَرَبٌ يَمَنُهم ومَعَدُّهم. قَالَ الأَزهري: والأَقرب عِنْدِي أَنهم سُمُّوا عَرَباً بِاسْمِ بَلَدِهِمُ الْعَرَبَاتِ. وَقَالَ إسحاقُ بْنُ الفَرَج: عَرَبةُ باحَةُ العَرب، وباحةُ دارِ أَبي الفَصاحة، إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَفِيهَا يَقُولُ قَائِلُهُمْ:
وعَرْبةُ أَرضٌ مَا يُحِلُّ حَرامَها.. مِنَ النَّاسِ، إِلَّا اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِل
يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُحِلَّتْ لَهُ مَكةُ سَاعَةً مِنْ نَهار، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: واضطرَّ الشَّاعِرُ إِلى تَسْكِينِ الرَّاءِ مِنْ عَرَبة، فَسَكَّنَهَا، وأَنشد قَوْلَ الْآخَرِ:
ورُجَّتْ باحةُ العَرَباتِ رَجًّا، ... تَرَقْرَقُ، فِي مَناكِبها، الدماءُ
قَالَ: وأَقامتْ قُرَيْشٌ بعَرَبَةَ فَتَنَخَّتْ بِهَا، وانتَشَرَ سَائِرُ الْعَرَبِ فِي جَزِيرَتِهَا، فنُسِبوا كلُّهم إِلى عَرَبةَ، لأَنَّ أَباهم إسماعيلَ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهَا نَشأَ، ورَبَلَ أَولادُه فِيهَا، فَكَثُروا، فَلَمَّا لَمْ تَحْتَملهم البلادُ، انْتَشَرُوا وأَقامت قُرَيْشٌ بِهَا.

الأحد، 5 أبريل 2015

نواقضُ الرُّجولة: البخل




نواقضُ الرُّجولة: البخل
عن أَبي هُرَيْرَةَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: ُ «شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ» رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني
والمعنى: أن شر وصف قد يتصف به الرجل ويلصق به من جملة صفات  الشر التي قد تكون فيه:  الشّح والجبن، ولذلك عُدّ البخل والشح ناقضا من نواقض الرّجولة فلا يكون البخيل أبدا رجلا ولا سيدا  
عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي لله عنه ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، إِلا أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: « إِنَّ السَّيِّدَ لا يَكُونُ بَخِيلا، بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ " وفي رواية قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» . وَكَانَ عَمْرٌو عَلَى أَصْنَامِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يُولِمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَزَوَّجَ. رواه البخاري في الأدب المفرد وغيره وصححه الألباني.
والحديث نص على أن البخيل لا يكون سيّدا، وقد تقدم أنّ السيّادة أعلى منازل الرّجولة.
وأَنْشَدَ حسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مِنَ الطَّوِيلِ:
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ والحق لازم ... لمن كان منا من تسمون سيدا
فقلنا له جد بْن قيس على الذي ... نبخله فينا وقد نال سؤددا
فقال وأي الداء أدوى من الذي ... رميتم به جدا وأغلى بها يدا
فسود بشر بْن البراء بجوده ... وحق لبشر بْن البرا أن يسودا
فليس بخاط خطوة لدنية ... ولا باسط يوما إلى غيره يدا
إذا جاءه السؤال أنهب ماله ... وقال خذوه إنه عائد غدا
فلوكنت ياجد بْن قيس على التي ... على مثلها بشر لكنت المسودا

والبخل أكثر شيء كان يستعيذ منه النَّبي صلى الله عليه وسلم  في صلاته وأمر أصحابه أن يستعيذوا منه
عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ، كَمَا تُعَلَّمُ الكِتَابَةُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ القَبْرِ»
و كان صلىّ الله عليه وسلم يعطي من لا يستحق لئلا يصفه بالبخل ونصح بذلك أتباع سنته
  عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُ فُلَانًا يَقُولُ خَيْرًا، ذَكَرَ أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ دِينَارَيْنِ، قَالَ: " لَكِنْ فُلَانٌ لَا يَقُولُ ذَلِكَ، وَلَا يُثْنِي بِهِ، لَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْمِائَةِ - أَوْ قَالَ: إِلَى الْمِائَتَيْنِ - وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ، فَأُعْطِيهَا إِيَّاهُ، فَيَخْرُجُ بِهَا مُتَأَبِّطُهَا، وَمَا هِيَ لَهُمْ  إِلَّا نَارٌ "، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلِمَ تُعْطِيهِمْ؟ قَالَ: " إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللهُ لِي الْبُخْلَ " رواه أحمد
عن أبي هريرة مرفوعا: " ذبوا بأموالكم عن أعراضكم، قالوا: يا رسول الله كيف نذب بأموالنا عن أعراضنا؟ قال: تعطون الشاعر ومن تخافون من لسانه ". رواه الخطيب في تاريخه (9 / 107)وغيره وصححه الألباني

قَالَ الأصمعي: سمعت أعرابيا وقد وصف رجلا، فقال: «لقد صغر فلان في عيني لعظم الدنيا في عينه، وكأنما يرى بالسائل إذا رآه ملك الموت إذا أتاه»

وقال أبو يوسف، : سمعت أبا حنيفة، يقول: " لا أرى أن أعدل بخيلا.
فقيل له: وكيف؟ قَالَ: يحمله البخل على التقصي، فيأخذ فوق حقه مخافة أن يغبن، فمن كان هكذا لا يكون مأمون الأمانة "
وروي عن ِبشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، أنه قال: «الْبَخِيلُ لا غِيبَةَ لَهُ».
قال الشيخ ابن ناجي:
لقد علمنا للوضوء منقضات   أو قد يراها آخرون مبطلاتْ
إدراكها لا تعتريه شـــــــبهة    نواقض الوضوء تبدو واضحاتْ
من بينها بخــــل ينافي رجلة    فاطرح؛فإن البخل من شر الصفاتْ
فكن جديرا لاتهن رجولة    في لحظة بالبخل تغدوا منقضاتْ